" ألو...ألو..."
" السلام عليكم" سمعت صوتا مألوفا لدي.
رددت السلام وأنامبتسمة استحياء لم لاوقد نسيت أن أبدأ أنا بالسلام،
"كيف حالك يا أخي الحبيب سلمان؟" سألته بعد لحظات، "الحمدلله، بخير.وأنت؟"
"الحمدلله ...برحمته ما زلت حية في هذه الدنيا"أسهبت في الرد عليه.
" كالأستاذة..."قال مستهزئابى وهو يضحك.
سكتُّ بدون كلام، لم أبال بضحكه وأما وجهي فعابس
"يا أستاذة، لماذا تصمتين؟" تظاهرت كانني لم أسمع صوته.
"يا أستاذة، لاتغضبي. فإنه مزاح مألوف." ما زلت صامتة.
"اصبري...بصفتك أستاذة.ينبغي لك أن تكوني صابرة دائما.فإن الصبر من الإيمان" واصل كلامه إطنابا.
"يا أستاذ سلمان، شكرا علىنصيحتك. يسرني أن أعلمك أنني سأرجع قريبا،أى يوم الجمعة القادم.
بلغ سلامى إلى ماما وبابا. إلى اللقاء، السلام عليكم." اختتمت كلامى بدون تأخر لحظة.
لم أعرف ما الذى أصابنى تلك الليلة قد فقدت صبرى لسبب يسير.
أحسست بأننى مخطئة بما حدث. أردت أن أعتذر من الأخ سلمان. آسفة،يا أخى. لم أقصدإيذائك، سأقول ذلك إذا وصلت البيت.
ذات الحين عادإلتىّ ذكريات ماضية.كان أخى الأكبر سلمان أحد الطلاب الممتازين فى المدرسة.
قد نجح فى معظم الامتحانات واعتبر طالبا ذكيا نشيطا فى مدرسته.
ولكن، من توقع؟ جاء الغيم.صار أخى مدمناللمخدرات تأثرا برفقاء السوء.
عرف أبى و أمى شأنه، فاستحياوشعر بالأسى. ثم أرسل أخى إلى " فوسات سرنتى".
بعدسنتين، رجع أخى بروح خديدة. قد أخبرنى أن رجوعه لخدمة الأب والأم كفارة لذنبه السالف.
بدأ حياته الجديدة لما عمل كاتبا لإحدى المجلات المشهورة فى ذلك الوقت فى المدينة.
قسّم وقته للعمل ولطلب العلوم الدينية على يدى الأستاذ زيدى.
حقا، نال أخى ما تمنىّ. لكن، أبى وأمى ما زالاغير مبالين كل ذلك بما فعل أخى،
هيهات الاهتمام بشأنه وما كان من أخىإلا أن واجه كل ذلك صابرا.
"هذا كفارةذنبى، يا أختى" قال لى ذات يوم. "لاتكونى مثلى. قد هدمت آمال والدينا.
بل، اجتهدى فى كل وقت، لعل الفوز يكون حليفك. أبشرى والدينا بنجاحك الباهر."
عندما تسلّمت رسالة قبول لمواصلة دراستى فى جامعة ملايا، كان أخىمن اسعد الناس بعد والدينا.
"لا يا أخى. لاأستطيع قبول هذه العطايا." رددت العطاء عندماأعطانى مبلغا كبيرا من النقود.
"خذى وإلا قدآلمت نفسى." قبلت النقود وكان فى غاية السعادة.
"ِشكرا يا أخى على كل اهتمامك بى وبدراستى."
وصل الأتوبيس امام الطريق الذى يؤدى إلى بيتى حينما امتلاء فكرى بذكريات سابقة.
سأعتذر من أخى سلمان، إن شاء الله. أخذت أخطط لما سأفعل ومالا أفعل. سرت بكل اطمئنان سيرا.
سرت مثله مع أخى ٍسلمان أيام ماضية. حينما اقتربت من بيتى، دق القلب دقات غريبة.
ما هذا؟ تساءلت حائرة كبيرة.خطوت خطوات وكان قلبى واجلا. دخلت البيت ورأيت الغيم فى وجه أبى وأمى.
وجدت أمى تبكى بكاء.لماذا يا أمى؟أين أخى سلمان؟ ماذا حدث؟
تلك الأسئلة أجيبت أخيرا عندما لقيت أخى سلمان.نعم،أخى سلمان الذى قد أصبح عاملا كبيرا فى نجاحى!
أخى سلمان الذى تحدثت معه هاتفيا أمس!
أخى سلمان...ما زال وجهه كما كان فى الأيام السابقة-نور اطمئنان مشرق فى وجهه،
شفتاه اللتان قد نصحتانى أمس كأنهما مبتسمتان. عيناه معضوضتان.
رحل أخى سلمان بعيدا. انتقل إلى العالم الآخر. أخى سلمان قد توفى! هل هذا صحيح؟
قد انتقل منه سيارة حينما أراد أن يعبر الشارع لانتظار وصولى،هكذاكما أخبرنى الناس.
فاضت الدموع فى عينىّ، ثم تساقطت قطرات بعد قطرات. شعرت كأننى فى حلم بهذا الخبر.
ظل صوته راويافى أذنىّ نصائحه...صوته...ابتسامه... كيف أنسى كل ذلك؟
أخى...إلى اللقاء.مع السلامة، يا أخى، مع السلامة.
بقلم،
naurah musyahidah
No comments:
Post a Comment